الاسماء عند الشعراوى - الوهاب
صفحة 1 من اصل 1
الاسماء عند الشعراوى - الوهاب
الوهّـــاب
وهب فلانا شيئا أي أعطاه إياه بلا عوض أو مقابل , والاسم واهب و وهوب و وهاب ... والهبة أي المعطية بلا مقابل . والوهاب اسم من أسماء الله الحسنى على وزن صيغة المبالغة – فعّال - والله تبارك وتعالى هو الوهاب بحق إذ هو الذي يهب ما يملك , كما أنه هو الذي يعطي بلا مقابل ولا ينتظر الرد .. أما هبة المخلوق فهي هبة مجازية لأنه يهب ما هو موهوب له من الله عز وجل , كما أن هبة المخلوق قلما تكون بلا مقابل , فإن لم يكن الوهاب يبغي من هبته مقابلا دنيويا فإنه لا محالة يبغي جزاء الآخرة .
والحق سبحانه وتعالى لا ينال من عطائه للعباد أي مقابل على الإطلاق .. وإن قيل إنه جل شأنه يبغي من هذا العطاء أن يعبد مصداقا لقوله تعالى : ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) فإننا نقول : إن هذه العبادة التي تعبدنا بها ليست مقابلا لعطاياه جل وعلا لأنه الغني عما سواه على الإطلاق , ولا حاجة به لغيره في وجوده ولا في بقائه وفي ذلك يقول عز وجل : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاء إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ* إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ* وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ) ويقول في الحديث القدسي : يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا , يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم , يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم , يا عبادي كلكم عار إلا من كسوته فاستكسوني أكسكم , يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعا فاستغفروني أغفر لكم , يا عبادي إنكم لن تبلغوا شرى فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني , يا عبادي لو أن أولكم و آخركم و إنسكم و جنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا , يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك من ملكي شيئا , يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل واحد مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر , يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه . فالعبادة ما هي إلا مجموعة من الالتزامات تدخل في إطار افعل ولا تفعل الغرض منها الارتقاء الروحي والبدني بالإنسان الرقي الذي يتناسب مع كونه خليفة الله في أرضه . تأمل عبادة الصلاة في الإسلام سوف تدرك على الفور الحكمة في فرضها على العباد .. أنظر إلى المصلى الذي يواظب على صلاته تجده دائما نظيف البدن والمظهر مضيء الوجه , دائم الصلة بالله , كثير الذكر قليل الذنب حسن الحديث مأمون الجانب , هادئ الطبع قلما يخرج عن هدوئه ووقاره .. لأن صلاته تفكه من أسر الشيطان , وهذه السمات مجرد أمثلة لا حصر لها . كذلك عبادة الصوم .. شرعها الله عز وجل ليتذكر الإنسان نعم الله عليه والتي يفقد الإحساس بها حينما يألفها مع التكرار , وليشعر بما يعانيه الفقير الذي لا يملك قوت يومه , ولترتقي النفس البشرية فوق الغرائز الحيوانية .. فلا يصبح إشباع الغريزة لدى الإنسان غاية كما هو الشأن لدي سائر الحيوانات , وتأخذ الغريزة بذلك موضعها الصحيح .. الطعام ليمد الإنسان بالطاقة اللازمة لاستمراره وبقائه ... والغريزة الجنسية من أجل الإنجاب و إعمار الأرض , وبذلك لا نجد بيننا ذلك الذي يتصور أن الحياة قد جعلت للطعام والشراب ومعاشرة النساء كما هو الحال في الدول التي يزعم أنها متقدمة . إن عبادة الحج قصد بها الله عز وجل أن يلتقي المسلمون من مختلف الشعوب والأجناس حول غاية واحدة , ويتبادلون الرأي حول أمور الدنيا والآخرة . الزكاة شرعت لإعادة توزيع الدخل بانتقال جزء منه من الأغنياء إلى الفقراء لإعانتهم على المعيشة بما يمنع التحاسد والبغضاء , ويمنع انتشار الجرائم في المجتمع . كذلك الأمر بالفضائل المختلفة كالصدق والحياء والكلمة الطيبة وإماطة الأذى عن الطريق والابتسامة في وجه أخيك وغيرها , والنهي عن الرذائل كالكذب والنفاق والرياء والحسد والحقد والغيبة والنميمة وغيرها .. والأوامر والنواهي على وجه العموم إنما شرعت لمصلحة الإنسان وليس إذلالا ومنا من الله عز وجل على العباد . والحق سبحانه وتعالى هو الوهاب أزلا وأبدا .. فحين خلقنا عز وجل من العدم كان ذلك هبة منه جل وعلا .. فبدن الإنسان هبة .. وعقله هبة .. وسمعه هبة .. وبصره هبة .. وقلبه هبة الكون بكل ما يحوي من مخلوقات هبة منه عز وجل للإنسان ... فالهواء الذي نتنفسه هبة .. والماء الذي نشربه هبة .. والطعام الذي تخرجه لنا الأرض هبة .. والدواب التي تحملنا إلى الأماكن المتباعدة هبة .. الشمس التي تمدنا بالدفء والضوء هبة .. القمر الذي نسير على أشعته ليلا هبة منه تبارك وتعالى الرسالات السماوية التي يرسلها ليهدينا بها إلى سواء السبيل هبة منه جل وعلا .. الهداية والانتقال من الكفر إلى الإيمان هبة منه , وفي ذلك يقول جل شأنه : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَاء وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) . الزوج هبة من الله عز وجل لزوجته , والزوجة هبة لزوجها , والأطفال هبة للوالدين , وفي ذلك يقول جل وعلا : ( لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاء يَهَبُ لِمَنْ يَشَاء إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاء الذُّكُورَ* أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَن يَشَاء عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ) فعطاء الله عز وجل هبة , ومنعة هبة , وقد قلنا من قبل إن النعمة قد تكمن في جوف النقمة , والنقمة قد تكمن في جوف النعمة , ولا يعلم أين الخير من الشر سوى الله عز وجل علام الغيوب . ويجب على الإنسان أن يعتقد اعتقادا جازما بأن كل شيء هبة من الله تبارك وتعالى حتى تلك الأشياء التي نظن أننا نكتسبها بالأسباب .. ولو ظن الإنسان أن ما به من نعمة من كسبه وعمله ونسي فضل الله عليه فإن لا محالة سيفقد هذه النعمة .. وقد رأينا ماذا فعل الله عز وجل بقارون حينما ادعى أن ما به من نعمة قد جاءته بعلمه وعمله ومن الواضح من القصة أن قارون قد ارتكب عدة معاص اجتمعت معا . فحق عليه العذاب , فهو فضلا عن ادعائه بأن النعم قد آلت إليه بعلمه وعمله , لم يكن يبتغي فيما أوتي الدار الآخرة , وكان يبغي الفساد في الأرض , وكان يخرج على الناس في زينته المبالغ فيها والتي كانت تسبب للفقراء من الناس إيذاء نفسيا وتشعرهم بالإحباط والقنوط والسخط على ما هم فيه من ضيق ذات اليد ورسل الله عليهم جميعا أفضل الصلاة وأتم التسليم كانوا يدركون جيدا أن كل شيء موهوب من الله , لذلك كانوا في دعائهم يستخدمون الفعل هب دون غيره من أفعال الدعاء .. ومن هذه الأدعية التي وردت في القرآن الكريم قوله تعالى : (الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ) وقول سبحانه : (هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً) وقوله الحق : (رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ) والإنسان يجب أن يلجأ في كل طلب إلى الله عز وجل لأنه وحده هو الوهاب الذي يعطي بلا مقابل , كما أنه هو وحده الذي يملك خزائن كل شيء حتى تلك الأشياء التي نظن أنها بيد فلان من الناس .. وقد قلنا من قبل إن الإرادة الإلهية تسخر الأسباب , بينما الأسباب لا تملك أن تغير هذه الإرادة والمولى عز وجل كما أخبر عن نفسه قال : (أَمْ عِندَهُمْ خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ) سورة ص
وهب فلانا شيئا أي أعطاه إياه بلا عوض أو مقابل , والاسم واهب و وهوب و وهاب ... والهبة أي المعطية بلا مقابل . والوهاب اسم من أسماء الله الحسنى على وزن صيغة المبالغة – فعّال - والله تبارك وتعالى هو الوهاب بحق إذ هو الذي يهب ما يملك , كما أنه هو الذي يعطي بلا مقابل ولا ينتظر الرد .. أما هبة المخلوق فهي هبة مجازية لأنه يهب ما هو موهوب له من الله عز وجل , كما أن هبة المخلوق قلما تكون بلا مقابل , فإن لم يكن الوهاب يبغي من هبته مقابلا دنيويا فإنه لا محالة يبغي جزاء الآخرة .
والحق سبحانه وتعالى لا ينال من عطائه للعباد أي مقابل على الإطلاق .. وإن قيل إنه جل شأنه يبغي من هذا العطاء أن يعبد مصداقا لقوله تعالى : ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) فإننا نقول : إن هذه العبادة التي تعبدنا بها ليست مقابلا لعطاياه جل وعلا لأنه الغني عما سواه على الإطلاق , ولا حاجة به لغيره في وجوده ولا في بقائه وفي ذلك يقول عز وجل : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاء إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ* إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ* وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ) ويقول في الحديث القدسي : يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا , يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم , يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم , يا عبادي كلكم عار إلا من كسوته فاستكسوني أكسكم , يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعا فاستغفروني أغفر لكم , يا عبادي إنكم لن تبلغوا شرى فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني , يا عبادي لو أن أولكم و آخركم و إنسكم و جنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا , يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك من ملكي شيئا , يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل واحد مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر , يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه . فالعبادة ما هي إلا مجموعة من الالتزامات تدخل في إطار افعل ولا تفعل الغرض منها الارتقاء الروحي والبدني بالإنسان الرقي الذي يتناسب مع كونه خليفة الله في أرضه . تأمل عبادة الصلاة في الإسلام سوف تدرك على الفور الحكمة في فرضها على العباد .. أنظر إلى المصلى الذي يواظب على صلاته تجده دائما نظيف البدن والمظهر مضيء الوجه , دائم الصلة بالله , كثير الذكر قليل الذنب حسن الحديث مأمون الجانب , هادئ الطبع قلما يخرج عن هدوئه ووقاره .. لأن صلاته تفكه من أسر الشيطان , وهذه السمات مجرد أمثلة لا حصر لها . كذلك عبادة الصوم .. شرعها الله عز وجل ليتذكر الإنسان نعم الله عليه والتي يفقد الإحساس بها حينما يألفها مع التكرار , وليشعر بما يعانيه الفقير الذي لا يملك قوت يومه , ولترتقي النفس البشرية فوق الغرائز الحيوانية .. فلا يصبح إشباع الغريزة لدى الإنسان غاية كما هو الشأن لدي سائر الحيوانات , وتأخذ الغريزة بذلك موضعها الصحيح .. الطعام ليمد الإنسان بالطاقة اللازمة لاستمراره وبقائه ... والغريزة الجنسية من أجل الإنجاب و إعمار الأرض , وبذلك لا نجد بيننا ذلك الذي يتصور أن الحياة قد جعلت للطعام والشراب ومعاشرة النساء كما هو الحال في الدول التي يزعم أنها متقدمة . إن عبادة الحج قصد بها الله عز وجل أن يلتقي المسلمون من مختلف الشعوب والأجناس حول غاية واحدة , ويتبادلون الرأي حول أمور الدنيا والآخرة . الزكاة شرعت لإعادة توزيع الدخل بانتقال جزء منه من الأغنياء إلى الفقراء لإعانتهم على المعيشة بما يمنع التحاسد والبغضاء , ويمنع انتشار الجرائم في المجتمع . كذلك الأمر بالفضائل المختلفة كالصدق والحياء والكلمة الطيبة وإماطة الأذى عن الطريق والابتسامة في وجه أخيك وغيرها , والنهي عن الرذائل كالكذب والنفاق والرياء والحسد والحقد والغيبة والنميمة وغيرها .. والأوامر والنواهي على وجه العموم إنما شرعت لمصلحة الإنسان وليس إذلالا ومنا من الله عز وجل على العباد . والحق سبحانه وتعالى هو الوهاب أزلا وأبدا .. فحين خلقنا عز وجل من العدم كان ذلك هبة منه جل وعلا .. فبدن الإنسان هبة .. وعقله هبة .. وسمعه هبة .. وبصره هبة .. وقلبه هبة الكون بكل ما يحوي من مخلوقات هبة منه عز وجل للإنسان ... فالهواء الذي نتنفسه هبة .. والماء الذي نشربه هبة .. والطعام الذي تخرجه لنا الأرض هبة .. والدواب التي تحملنا إلى الأماكن المتباعدة هبة .. الشمس التي تمدنا بالدفء والضوء هبة .. القمر الذي نسير على أشعته ليلا هبة منه تبارك وتعالى الرسالات السماوية التي يرسلها ليهدينا بها إلى سواء السبيل هبة منه جل وعلا .. الهداية والانتقال من الكفر إلى الإيمان هبة منه , وفي ذلك يقول جل شأنه : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَاء وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) . الزوج هبة من الله عز وجل لزوجته , والزوجة هبة لزوجها , والأطفال هبة للوالدين , وفي ذلك يقول جل وعلا : ( لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاء يَهَبُ لِمَنْ يَشَاء إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاء الذُّكُورَ* أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَن يَشَاء عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ) فعطاء الله عز وجل هبة , ومنعة هبة , وقد قلنا من قبل إن النعمة قد تكمن في جوف النقمة , والنقمة قد تكمن في جوف النعمة , ولا يعلم أين الخير من الشر سوى الله عز وجل علام الغيوب . ويجب على الإنسان أن يعتقد اعتقادا جازما بأن كل شيء هبة من الله تبارك وتعالى حتى تلك الأشياء التي نظن أننا نكتسبها بالأسباب .. ولو ظن الإنسان أن ما به من نعمة من كسبه وعمله ونسي فضل الله عليه فإن لا محالة سيفقد هذه النعمة .. وقد رأينا ماذا فعل الله عز وجل بقارون حينما ادعى أن ما به من نعمة قد جاءته بعلمه وعمله ومن الواضح من القصة أن قارون قد ارتكب عدة معاص اجتمعت معا . فحق عليه العذاب , فهو فضلا عن ادعائه بأن النعم قد آلت إليه بعلمه وعمله , لم يكن يبتغي فيما أوتي الدار الآخرة , وكان يبغي الفساد في الأرض , وكان يخرج على الناس في زينته المبالغ فيها والتي كانت تسبب للفقراء من الناس إيذاء نفسيا وتشعرهم بالإحباط والقنوط والسخط على ما هم فيه من ضيق ذات اليد ورسل الله عليهم جميعا أفضل الصلاة وأتم التسليم كانوا يدركون جيدا أن كل شيء موهوب من الله , لذلك كانوا في دعائهم يستخدمون الفعل هب دون غيره من أفعال الدعاء .. ومن هذه الأدعية التي وردت في القرآن الكريم قوله تعالى : (الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ) وقول سبحانه : (هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً) وقوله الحق : (رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ) والإنسان يجب أن يلجأ في كل طلب إلى الله عز وجل لأنه وحده هو الوهاب الذي يعطي بلا مقابل , كما أنه هو وحده الذي يملك خزائن كل شيء حتى تلك الأشياء التي نظن أنها بيد فلان من الناس .. وقد قلنا من قبل إن الإرادة الإلهية تسخر الأسباب , بينما الأسباب لا تملك أن تغير هذه الإرادة والمولى عز وجل كما أخبر عن نفسه قال : (أَمْ عِندَهُمْ خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ) سورة ص
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى