موسوعة الحيوانات - الخيول العربيه
صفحة 1 من اصل 1
موسوعة الحيوانات - الخيول العربيه
موسوعة الحيوانات (الخيول العربيه
حول أصل سلالة الحصان العربي
يُرجع ذلك الفرع من فروع الجيولوجيا الذي يهتم ببقايا المستحاثات خَلْقَ الحصان من خلال عدة أشكال ومراحل إلى فترة ساحقة من فـترات ما قبل التاريخ ولكن على أولئك الذين يودون متابعة هذا الموضوع دراسة كتب خاصة وفي هذه النقطة يتوقف كلام علماء الطبيعة ليبدأ كلام مربي الخيول وهواة الخيول . وعندما يبدأ علماء الحيوان بالتصنيف نراهم يفرزون الأنواع التالية :
1 – Equus Caballus أو الحصان .
2 – Equus Asinus أو الحمار الداجن .
3 – حمار الوحش الأسيوي .
4 – وأخيراً حمار الوحش المخطط في جنوب أفريقيا . ثم يترك علماء الحيوان المجال للخيالة ليسجلوا الخيول الآتية ومعها غيرها في عداد الـ Equus Caballus وهي :
1 – الحصان الإنكليزي الأصيل .
2 – الخيول المعدة للخبب وسوق العربات والزراعة في الجزر البريطانية .
3 – السلالات الأوروبية الأخرى مثلاً سلالة الأراضي المنخفضة (هولندا ) .
4 – الحصان العربي .
5 – حصان البارب .
6 – الحصان التركماني .
7 – سلالة الدونجولا Dongola وغيرها من السلالات الأفريقية .
8 – جميع سلالات المهور ابتداءً من مهور جزيرة شتلند في بريطانيا حتى بورما في آسيا . وينتظر عشاق الجمال منّا أن نذكر شكلاً آخر من التصنيفات بذكر السلالة الأساسية من الخيول واصلها وأهمها ، وهو ذلك الحصان العربي ذي الجلد الوردي . وهو الحصان
الكحيلة
هناك كلمة الكحيلات في اللغة العربية ومؤنثة كحيلة ، وأصل الاسم الكحيلات وهو اسم للفرس التي عرفت منذ الأزمنة السحيقة في القدم والذي لا يزال خالداً في أذهان البدو في قصصهم وأساطيرهم وغالباً ما يكون بلفظ كحيلات العجوز وجميع الخيول التي تنتمي إلى هذه الفرس في نجد تسمى الكحيلات . إن اسم الكحيلات مشتق ، وهو تصغير كلمة الكحل الذي يظهر في أوروبا باسم المهطر الشهير وهـو الكحول
(1) وهناك معنى أبسط للكحل في العربية ، وهو السواد أو الزرقة كزرقة العين أو زرقة السماء . وهكذا يصبح اسم الكحيلان مشتقاً من هذا اللون
(2) ، ففي هذه السلالة أي الكحيلان ترى جلد الحصان ذا لون أزرق غامق يظهر من خلال الشعر . وهناك تفاسير أخرى لكلمة الكحيلان وهي الكحل المستعمل كزينة للعيون
(3) وهناك قصص ترد في المقاهي العربية وهي أن عيون خيل الكحيلات وجفونها تبدو جميلة وكأنها قد وضع فيها الكحل ولكن هذه القصص تافهة ولا يجدر بنا الالتفات لها والاهتمام بها ولكن يطيب لكل إنسان أن يقرن اسم هذه السلالة بالكحيل وهو القطران الذي يخرج بعد احتراق الخشب ولا نجد أية غضاضة باقتباس مثل هذه الفرضية. ونحن نعلم كم يعتمد الرعاة على القطران .
(1) هناك كلمات في اللغة الإنكليزية مأخوذة من اللغة العربية وهي تدل على طول باع العرب القدماء في العلوم التي أهملوها في هذه الأيام ولم تعد موجودة لديهم وهي Al-chemy بمعنى الكيمياء ، Algebra وهي علم الجبر Cipher أي الشيفرة ، Assay أي تحليل المعادن والعقاقير Al-kaly أي القلر،Al-ambic أي الأبريق وغيرها.
(2) ربما كان اسم Coal أي الفحم باللغة الإنكليزية،و Kol بالألمانية Houille بالفرنسية مأخوذة من اللغة العربية الكحل .
(3) والكحل اسم يطـلق على نباتات من جنس calendula من الفصيلة المركبة Compositae . أعشاب حولية أو معمرة تنبت في المناطق المعتدلة وخاصة البحر الأبيض المتوسط ، تنمو إلى نحو 50سم أو أكثر مغطاة بشعر وبري وهذه النباتات برتقالية اللون تميل إلى الصفراء ، بها زهيرات شعاعية وأخرى قرصية ، تختلف كل منها ثمرة سبسلة ، الخارجية منها ذات شواك في ظهرها . وفي اللغة الكحل هو الأثمد : حجر يكتحل به أو الكحل الأسود .
ويقول الشاعر الإنكليزي ماكولي Macauly إن الرعاة السلقيين القدماء كانوا يطلون أنفسهم بالقطران كالأغنام عند حدوث أي مرض جلدي لهم . ولكن ليس هناك من قصص متواترة موثوق بها عن استعمال القطران في مداواة الأمراض الجلدية لدى الإنسان البدوي . ولكن رائحة القطران تعبق لدى الجمال في بلاد العرب عند إصابتها بالأمراض الجلدية . ولكن لم نَرَ إنساناً يعالج القطران ونحن نعلم من الشعر القديم أن العرب كانوا يصنعون القطران بواسطة نوع بدائي من التقطير ويصف الشاعر العربي عنترة بن شداد العرق الذي خرج من جسم ناقته الظفراء ، ومن خـلف أذنيها بالترب ، ثم يعود ويصف هذا العرق بالكحيل أو القطران الذي يغلي في المراحل على النار . وهناك رواية معاصرة تقول إنه يصف نفسه بكونه كان منبوذاً لدى عشيرته كالجمل المطلي بالقطران . ولكن كل هذه الأوصاف بالنسبة للخيول تحتاج إلى الخيال . ونحن قد رأينا نعتقد أن سلالة الخيول الكحيلة قد أخذت اسمها من بعض خصائص الألوان التي تسود في تلك الخيول .
الخمسة
لقد انتشر هذا الاصطلاح للدلالة على أصابع اليد اليمنى ، وتستعمل هذه الكلمة لدلالة على الهدايا التي يقدمها البدوي للمرأة التي يرغب بالزواج منها من أنواع السجاد أحياناً أو حلقات من الذهب توضع في الأنف أو العقود الذهبية التي توضع حول الرقبة أو الأساور أو حقائب السفر ومجموعها خمسة . ولكن بالنسبة للخيول تدل هذه الكلمة على الفروع الخمسة الرئيسة للسلالة الأصلية لفرس الكحيلان . ولقد استقصينا الخبر من البدو حول هذه الكلمة أثناء سفرنا المكرر في العراق وفي أثناء إقامتنا هناك . وقد حصلنا على جواب حاسم يتألف من نقطتين : الأولى ، وهي أن كل السلالات الأصيلة والنبيلة في الصحراء تعود إلى الكحيلة أو العجوز ، والثانية هي أن هذه السلالة تتصل بشكل أو بآخر بالخطوط الأولية التي تشكل الأجزاء أو الفروع الخمسة للكحيلان .
وهذه الفروع الخمسة ليست متشابهة في جميع الروايات ، فالجدول التالي يظهر هذه الفروع كما هي معروفة . وليس هناك من بدوي ينسى الكحيلان عند ذكر السلالات.
أصل الفحول عند العرب
لم يهتم المؤرخون العرب بتاريخ مؤالفة الحصان بل اهتموا بالمحافظة على عرقه الصافي العربي وأصوله التي تفرعت عنه وسلالاته. وقد حصر عدد من العرب أصول أجود أنواع الخيل في جزيرة العرب إلى فحلين: 1 - زاد الراكب. 2- أعوج. فأما زاد الراكب: فقد قيل إنه فرسٌ من نسل خيل سيدنا سليمان بن داود. ويحكى أن رجالاً من قبيلة الأزد من سكان عمان كانوا عند النبي سليمان بعدما تزوج من بلقيس. وبعد بقاءهم عنده بضعة أيام أعدوا عدتهم للعودة إلى ديارهم . وقد طلبوا من نبي الله أن يعطيهم بعض الزاد ليصلوا إلى بلادهم، فدفع لهم سيدنا سليمان فرساً من خيله وقال لهم: «هذا هو زادكم . فإذا نزلتم فاحملوا عليه رجلاً وأعطوه مطرداً وأوروا ناركم، فإنكم لن تجمعوا حطبكم وتوروا ناركم حتى يأتيكم بالصيد « . فكان القوم كلما نزلوا منزلاً حملوا على فرسهم رجلاً بيده مطرد واحتطبوا وأوروا نارهم فلا يلبث أن يأتيهم بصيد من الظباء والحمر، فيكون معهم منه ما يكفيهم ويشبعهم ويبقى للمنزل الآخر. فقال الأزديون: «ما لفرسنا هذا اسم إلا «زاد الراكب». فكان هذا الخيل ـ على حد قول هذه الرواية، أول فرس انتشر في العرب في ذلك الوقت .
الخيل في الأدب الجاهلي
اعتمد العربي على الخيل كثيراً، فقد كان اقتناؤها دليلاً على الثراء والنعمة، ومظهراً من مظاهر العظمة، وكانت مطيتهم إلى ساحة الوغى وميدان المعارك. وفي أيام السلم كانت تروِّح عنهم عناء الضيق والإرهاق وهي تعدو في حلبات السباق، وكانت مراكبهم إلى مراتع الصيد، ولولاها لما استطاعوا مطاردة الغزلان والحمر والبقر الوحشية وغيرها من الحيوانات المتوحشة، ولما أثروا في أدب العرب بشعر رصين معبِّر، وكانت مكانة الخيل في نفوس بعض العرب تسموا إلى مكانة فلذات أكبادهم . يقول ابن الكلبي في ذلك: كانت العرب ترتبط الخيل في الجاهلية والإسلام معرفة بفضلها، وما جعل الله تعالى من العز، وتشرفا بها، وتصبراً على المخمصة والأوامر وتحرصها وتكرمها وتؤثرها على الأهليين والأولاد، وتفتخر بذلك في أشعارها، وكانوا لا يفرحون ويبتهجون ويتبادلون التهاني إلا في ثلاث: «غلام يولد أو شاعر ينبغ أو فرس تنتج.فأحبوها وعُنوا بها وبتربيتها وصيانتها واستنتاج كرائمها وترويضها للحروب والسباق. وقد كثرت أوصافهم لها في شعرهم الجاهلي فلم يتركوا عضواً من أعضائها إلا وصفوه، ولا خصلة ولا عيباً إلا ذكروه، فشبهوا الخيل بالنعامة لطول وظيفها وعُري نسيبها وبالأرانب لصغر كعبيها، وبالحمار الوحشي لغلظ لحمه وظمئ فصوصه وسراته ولمحص عصبه وتمكن إرساغه وعرض صهوته وبالكلب هرتُ (اتساع) شدقه وطول لسانه وكثرة ريقه وانحدار قصه وسبوغ ضلوعه وطول ذراعيه ورحب جلده ولحوق (ضمور) بطنه. وفي معلقة امرؤ القيس صورة بديعة من وصفهم لخيلهم حيث كان وصف الخيل من الموضوعات الأساسية التي تدخل في نظم القصيدة الجاهلية، فالشاعر يبدأ بالتشبيب والوقوف على الأطلال والديار ويصف حبه وبعد ذلك رحلته وضياعه في الصحراء وبعد ذلك يصف ناقته أو فرسه .
مكانة الخيل في الإسلام
ازداد حب الخيل عند العرب مع قدوم الدعوة الإسلامية بما حملته هذه الدعوة من تشجيع على تربية الخيول والعناية بها والحث على إكرامها وصونها. ( صورة 105 ) فالله تعالى أمر رسوله صلى الله عليه وسلّم باتخاذها وارتباطاها فقال في كتابه الكريم: {وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم} فاتخذها رسول الله صلى الله عليه وسلّم وارتبطها وأعجب بها، فكان العصر الإسلامي بالنسبة للحصان العربي عهداً مجيداً فأعزه عزة بعد عزة ورفع من مكانته حتى وصلت الفتوحات على ظهره إلى حدود الصين شرقاً وإلى المحيط الأطلسي غرباً. وهذا وعد من المولى عز وجل وقد تحقق هذا الوعد لقوله تعالى في الحديث: «خلقتك فرساً وجعلتك عربياً وفضلتك على سائر المخلوقات من البهائم بسعة الرزق والغنائم تقاد على ظهرك والخير معقود بناصيتك... يا كميت بصهيلك أرهب المشركين واملأ مسامعهم وأزلزل أقدامهم. وأخرج الحاكم النيسابوري عن الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: > لما أراد الله أن يخلق الخيل قال لريح الجنوب إني خالق منك خلقاً أجعله عزاً لأوليائي ومذلة على أعدائي، وجمالاً لأهل طاعتي، فقالت الريح، اخلق، فقبض منها قبضةً فخلق فرساً، فقال: خلقتك فرساً، خلقتك عربياً، وجعلت الخير معقوداً بناصيتك، والغنائم محتازة على ظهرك، وجعلتك تطير بلا جناح، فأنت للطلب، وأنت للهرب، وسأجعل على ظهرك رجالاً يسبحوني ويحمدوني ويهِللوني ويكبروني، فلما سمعت الملائكة الصفة وخلق الفرس قالت الملائكة: يا رب نحن ملائكتك نسبح لك ونحمدك ونهللك فماذا لنا؟ فخلق الله خيلاً بُلقاً أعناقها كأعناق البخت يمدُّ بها من يشاء من أنبيائه ورسله، وأرسل الفرس في الأرض، فلما استوت قدماه على الأرض سبح الرحمن بيده على عرف ظهره.
أشهر الخيول في الجاهلية والإسلام
قطب
: يعتبر نسب الخيل العربي زاد الراكب وأعوج. بعد ذلك تعددت أسماء الخيول الشهيرة نذكر منها: الهجيس، الديناري، سبل، ذا العقال. ومن الفحول المعروفة التي اشتهرت في الجاهلية أيضاً: الصريح وثادق وقيد والغمامة وهذه الفحول كانت لأبناء المنذر بن ماء السماء وكذلك هناك: آفق والخباس وناعق وهي لبني فقيم. كما اشتهرت في الجاهلية خيول غنى وهي: الوجيه ولاحق ومذهب ومكتوم وغراب. أما من أشهر الخيول الإسلامية، فأهمها خيل رسول الله صلى الله عليه وسلّم وهي :
السكبُ
: وهو أول فرس تملكه رسول الله صلى الله عليه وسلّم، وقد اشتراه بالمدينة من رجل من فزارة، وهو فرسه الذي أبلى عليه يوم أحد. والسكب من الخيل هو السريع الجري شبه بغيض الماء وانسكابه. ( صورة 106-107 ) المرتجز: وقيل إنه سمي بذلك لحسن صهيله.
اليعسوب
: وهو الفرس الذي أهداه المقوقس لرسول الله صلى الله عليه وسلّم، وسمي باللزاز لتلزز خلقه وشدته.
الظرب
: وهو في أصل اللغة واحدها الظراب، وهي الروابي الصغار، سمي الفرس بذلك لقوته وصلابة حوافزه.
اللُّحيف
: وسمي كذلك لطول ذنبه كأنه يلحف الأرض بذنبه من أجل طوله.
الورد
: وقد سميت بذلك لمكانة لونه.
سبحة
: وهي فرس شقراء اشتراها صلى الله عليه وسلّم من أعرابي من جهينة بعشر من الإبل وسمي سبحة من قولهم فرس سابح: إذا كان حسن اليدين في الجري.
اليعبوب
: وهو مشتق من عباب الماء، وسمي بذلك لجريه.
المراوح
: وقد أهداه بعض العرب القادمين عليه من مذحج، واشتقاقه من الريح وسمي بذلك لسرعته. كذلك من الخيول المشهورة في الإسلام : «الورد» وهو فرس الحمزة بن عبد المطلب (رضي الله عنه)، وهو من بنات «ذي العقال» ولد «أعوج» وفيه قال حمزة: ليس عندي إلا سلاح و«ورد « قارحٌ من بنات «ذي العقال « اتقي دونه المنايا بنفسي ؛وهو دوني يغشى صدور العوالي كذلك اشتهرت من الخيول الإسلامية «الوريعة»، وهي من خيل بني حنظلة، وهبها الأحوص لمالك بن نويرة.
ذو العنق
: من خيل بني قريش، وهو فرس المقداد بن الأسود البهراني الكندي.
الجناح
: فرس محمد بن مسلمة الأنصاري صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلّم.
العيَّار
: وهو فرس خالد بن الوليد فقد كان اسمها الذي قال عنها الشاعر مضرّس بن أنس المحازي: ولقد شهدت الخيل يوم يمامة يثني المقانب فارس العيّار ويعتبر العرب أول من سموا خيولهم وتأثر بهم الإفرنج وغيرهم، وهذه الأسماء التي كانوا يطلقونها على خيلهم كانت في الغالب عبارة عن صفات لهذه الخيول مستوحاة من واقعها الذي تعيش فيه ومقدرتها على الجري. مثلاً سموا أعوجا بهذا الاسم لعوج في صلبه، واسم «زاد الراكب» لسرعته في لحاق الصيد وتمكين صاحبه منه، فصاحبه ليس في حاجة لزاد يحمله معه، لأنه دائماً مزود طالما امتطى صهوة ذلك الفرس. وسميت فرس الريان بن حوطي العنبري «هرادة العزاب» لأنها جاءت سابقة أربعة عشرة سنة متتالية فتصدق بها على العزاب يتكسبون عليها في السباق والغارات والصيد. وخيل رسول الله صلى الله عليه وسلّم سمي المرتجز لحسن صوت صهيله. وللاسم الذي يطلق على الخيل أثره النفسي والسلوكي، ذلك أن مناداة الفرس باسمه لفترة طويلة تجعله يألف سماع نغمة خاصة تتكرر فتعتادها أذناه فإذا جد الجد، وحمي الوطيس، وصار صاحبه في حاجة إلى زيادة سرعته ناداه باسمه وحثه بهاب وهلم وهيا، فيستجيب له الفرس، ويزيد سرعته ويضاعفها نزولاً عند رغبة صاحبه. ومن المعروف أن الخيول المشهورة في الجاهلية والإسلام عديدة جداً يستحيل حصرها، إنما هذه الأسماء المذكورة من الفحول تعتبر الأصل الأساسي الذي تفرعت عنه خيول الجاهلية وصدر الإسلام، وكانت شهرتها مرتبطة كل الارتباط بأصلها وكرمها وعتقها وجمالها وبلائها في ساحة الحرب.
الحصان في اللغة العربية
الفرس
: واحد الخيل، والجمع أفراس، والذكر والأنثى في ذلك سواء وأصله التأنيث. وتصغير الفرس فريس، وإن أردت الأنثى خاصة لم تقل إلا فريسه بالهاء. وراكب الفرس فارس، ولفظه فارس أي صاحب فرس ويجمع على فوارس وهو شاذ لا يقاس عليه. وروى أبو داود والحاكم عن أبي هريرة رضي الله عنه «أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم كان يسمي الأنثى من الخيل فرساً» . وكنية الفرس أبو شجاع وأبو طالب وأبو مدرك وأبو مضي وأبو المضمار وأبو المنجي، ويقال في الجيد من الأفراس جواد، ويقال فرس مَطَّهم أي فرس حسن الخلق أي خال من العيوب.
الجواد
: الفرس الجيد العدو وسمي بذلك لأنه يجود بجريه والأنثى جواد أيضاً. والجمع جود وجياد كثوب وثياب.
وأجياد جبل بمكة سمي بذلك لموضع خيل تُبَّع. وفي سنن ابن ماجه من حديث عمرو بن عبسة رضي الله عنه قال: «أتيت النبي صلى الله عليه وسلّم فقلت: يا رسول الله أي الجهاد أفضل؟ فقال صلى الله عليه وسلّم: < من أهريق دمه وعقر جواده.>
المهر
حول أصل سلالة الحصان العربي
يُرجع ذلك الفرع من فروع الجيولوجيا الذي يهتم ببقايا المستحاثات خَلْقَ الحصان من خلال عدة أشكال ومراحل إلى فترة ساحقة من فـترات ما قبل التاريخ ولكن على أولئك الذين يودون متابعة هذا الموضوع دراسة كتب خاصة وفي هذه النقطة يتوقف كلام علماء الطبيعة ليبدأ كلام مربي الخيول وهواة الخيول . وعندما يبدأ علماء الحيوان بالتصنيف نراهم يفرزون الأنواع التالية :
1 – Equus Caballus أو الحصان .
2 – Equus Asinus أو الحمار الداجن .
3 – حمار الوحش الأسيوي .
4 – وأخيراً حمار الوحش المخطط في جنوب أفريقيا . ثم يترك علماء الحيوان المجال للخيالة ليسجلوا الخيول الآتية ومعها غيرها في عداد الـ Equus Caballus وهي :
1 – الحصان الإنكليزي الأصيل .
2 – الخيول المعدة للخبب وسوق العربات والزراعة في الجزر البريطانية .
3 – السلالات الأوروبية الأخرى مثلاً سلالة الأراضي المنخفضة (هولندا ) .
4 – الحصان العربي .
5 – حصان البارب .
6 – الحصان التركماني .
7 – سلالة الدونجولا Dongola وغيرها من السلالات الأفريقية .
8 – جميع سلالات المهور ابتداءً من مهور جزيرة شتلند في بريطانيا حتى بورما في آسيا . وينتظر عشاق الجمال منّا أن نذكر شكلاً آخر من التصنيفات بذكر السلالة الأساسية من الخيول واصلها وأهمها ، وهو ذلك الحصان العربي ذي الجلد الوردي . وهو الحصان
الكحيلة
هناك كلمة الكحيلات في اللغة العربية ومؤنثة كحيلة ، وأصل الاسم الكحيلات وهو اسم للفرس التي عرفت منذ الأزمنة السحيقة في القدم والذي لا يزال خالداً في أذهان البدو في قصصهم وأساطيرهم وغالباً ما يكون بلفظ كحيلات العجوز وجميع الخيول التي تنتمي إلى هذه الفرس في نجد تسمى الكحيلات . إن اسم الكحيلات مشتق ، وهو تصغير كلمة الكحل الذي يظهر في أوروبا باسم المهطر الشهير وهـو الكحول
(1) وهناك معنى أبسط للكحل في العربية ، وهو السواد أو الزرقة كزرقة العين أو زرقة السماء . وهكذا يصبح اسم الكحيلان مشتقاً من هذا اللون
(2) ، ففي هذه السلالة أي الكحيلان ترى جلد الحصان ذا لون أزرق غامق يظهر من خلال الشعر . وهناك تفاسير أخرى لكلمة الكحيلان وهي الكحل المستعمل كزينة للعيون
(3) وهناك قصص ترد في المقاهي العربية وهي أن عيون خيل الكحيلات وجفونها تبدو جميلة وكأنها قد وضع فيها الكحل ولكن هذه القصص تافهة ولا يجدر بنا الالتفات لها والاهتمام بها ولكن يطيب لكل إنسان أن يقرن اسم هذه السلالة بالكحيل وهو القطران الذي يخرج بعد احتراق الخشب ولا نجد أية غضاضة باقتباس مثل هذه الفرضية. ونحن نعلم كم يعتمد الرعاة على القطران .
(1) هناك كلمات في اللغة الإنكليزية مأخوذة من اللغة العربية وهي تدل على طول باع العرب القدماء في العلوم التي أهملوها في هذه الأيام ولم تعد موجودة لديهم وهي Al-chemy بمعنى الكيمياء ، Algebra وهي علم الجبر Cipher أي الشيفرة ، Assay أي تحليل المعادن والعقاقير Al-kaly أي القلر،Al-ambic أي الأبريق وغيرها.
(2) ربما كان اسم Coal أي الفحم باللغة الإنكليزية،و Kol بالألمانية Houille بالفرنسية مأخوذة من اللغة العربية الكحل .
(3) والكحل اسم يطـلق على نباتات من جنس calendula من الفصيلة المركبة Compositae . أعشاب حولية أو معمرة تنبت في المناطق المعتدلة وخاصة البحر الأبيض المتوسط ، تنمو إلى نحو 50سم أو أكثر مغطاة بشعر وبري وهذه النباتات برتقالية اللون تميل إلى الصفراء ، بها زهيرات شعاعية وأخرى قرصية ، تختلف كل منها ثمرة سبسلة ، الخارجية منها ذات شواك في ظهرها . وفي اللغة الكحل هو الأثمد : حجر يكتحل به أو الكحل الأسود .
ويقول الشاعر الإنكليزي ماكولي Macauly إن الرعاة السلقيين القدماء كانوا يطلون أنفسهم بالقطران كالأغنام عند حدوث أي مرض جلدي لهم . ولكن ليس هناك من قصص متواترة موثوق بها عن استعمال القطران في مداواة الأمراض الجلدية لدى الإنسان البدوي . ولكن رائحة القطران تعبق لدى الجمال في بلاد العرب عند إصابتها بالأمراض الجلدية . ولكن لم نَرَ إنساناً يعالج القطران ونحن نعلم من الشعر القديم أن العرب كانوا يصنعون القطران بواسطة نوع بدائي من التقطير ويصف الشاعر العربي عنترة بن شداد العرق الذي خرج من جسم ناقته الظفراء ، ومن خـلف أذنيها بالترب ، ثم يعود ويصف هذا العرق بالكحيل أو القطران الذي يغلي في المراحل على النار . وهناك رواية معاصرة تقول إنه يصف نفسه بكونه كان منبوذاً لدى عشيرته كالجمل المطلي بالقطران . ولكن كل هذه الأوصاف بالنسبة للخيول تحتاج إلى الخيال . ونحن قد رأينا نعتقد أن سلالة الخيول الكحيلة قد أخذت اسمها من بعض خصائص الألوان التي تسود في تلك الخيول .
الخمسة
لقد انتشر هذا الاصطلاح للدلالة على أصابع اليد اليمنى ، وتستعمل هذه الكلمة لدلالة على الهدايا التي يقدمها البدوي للمرأة التي يرغب بالزواج منها من أنواع السجاد أحياناً أو حلقات من الذهب توضع في الأنف أو العقود الذهبية التي توضع حول الرقبة أو الأساور أو حقائب السفر ومجموعها خمسة . ولكن بالنسبة للخيول تدل هذه الكلمة على الفروع الخمسة الرئيسة للسلالة الأصلية لفرس الكحيلان . ولقد استقصينا الخبر من البدو حول هذه الكلمة أثناء سفرنا المكرر في العراق وفي أثناء إقامتنا هناك . وقد حصلنا على جواب حاسم يتألف من نقطتين : الأولى ، وهي أن كل السلالات الأصيلة والنبيلة في الصحراء تعود إلى الكحيلة أو العجوز ، والثانية هي أن هذه السلالة تتصل بشكل أو بآخر بالخطوط الأولية التي تشكل الأجزاء أو الفروع الخمسة للكحيلان .
وهذه الفروع الخمسة ليست متشابهة في جميع الروايات ، فالجدول التالي يظهر هذه الفروع كما هي معروفة . وليس هناك من بدوي ينسى الكحيلان عند ذكر السلالات.
أصل الفحول عند العرب
لم يهتم المؤرخون العرب بتاريخ مؤالفة الحصان بل اهتموا بالمحافظة على عرقه الصافي العربي وأصوله التي تفرعت عنه وسلالاته. وقد حصر عدد من العرب أصول أجود أنواع الخيل في جزيرة العرب إلى فحلين: 1 - زاد الراكب. 2- أعوج. فأما زاد الراكب: فقد قيل إنه فرسٌ من نسل خيل سيدنا سليمان بن داود. ويحكى أن رجالاً من قبيلة الأزد من سكان عمان كانوا عند النبي سليمان بعدما تزوج من بلقيس. وبعد بقاءهم عنده بضعة أيام أعدوا عدتهم للعودة إلى ديارهم . وقد طلبوا من نبي الله أن يعطيهم بعض الزاد ليصلوا إلى بلادهم، فدفع لهم سيدنا سليمان فرساً من خيله وقال لهم: «هذا هو زادكم . فإذا نزلتم فاحملوا عليه رجلاً وأعطوه مطرداً وأوروا ناركم، فإنكم لن تجمعوا حطبكم وتوروا ناركم حتى يأتيكم بالصيد « . فكان القوم كلما نزلوا منزلاً حملوا على فرسهم رجلاً بيده مطرد واحتطبوا وأوروا نارهم فلا يلبث أن يأتيهم بصيد من الظباء والحمر، فيكون معهم منه ما يكفيهم ويشبعهم ويبقى للمنزل الآخر. فقال الأزديون: «ما لفرسنا هذا اسم إلا «زاد الراكب». فكان هذا الخيل ـ على حد قول هذه الرواية، أول فرس انتشر في العرب في ذلك الوقت .
الخيل في الأدب الجاهلي
اعتمد العربي على الخيل كثيراً، فقد كان اقتناؤها دليلاً على الثراء والنعمة، ومظهراً من مظاهر العظمة، وكانت مطيتهم إلى ساحة الوغى وميدان المعارك. وفي أيام السلم كانت تروِّح عنهم عناء الضيق والإرهاق وهي تعدو في حلبات السباق، وكانت مراكبهم إلى مراتع الصيد، ولولاها لما استطاعوا مطاردة الغزلان والحمر والبقر الوحشية وغيرها من الحيوانات المتوحشة، ولما أثروا في أدب العرب بشعر رصين معبِّر، وكانت مكانة الخيل في نفوس بعض العرب تسموا إلى مكانة فلذات أكبادهم . يقول ابن الكلبي في ذلك: كانت العرب ترتبط الخيل في الجاهلية والإسلام معرفة بفضلها، وما جعل الله تعالى من العز، وتشرفا بها، وتصبراً على المخمصة والأوامر وتحرصها وتكرمها وتؤثرها على الأهليين والأولاد، وتفتخر بذلك في أشعارها، وكانوا لا يفرحون ويبتهجون ويتبادلون التهاني إلا في ثلاث: «غلام يولد أو شاعر ينبغ أو فرس تنتج.فأحبوها وعُنوا بها وبتربيتها وصيانتها واستنتاج كرائمها وترويضها للحروب والسباق. وقد كثرت أوصافهم لها في شعرهم الجاهلي فلم يتركوا عضواً من أعضائها إلا وصفوه، ولا خصلة ولا عيباً إلا ذكروه، فشبهوا الخيل بالنعامة لطول وظيفها وعُري نسيبها وبالأرانب لصغر كعبيها، وبالحمار الوحشي لغلظ لحمه وظمئ فصوصه وسراته ولمحص عصبه وتمكن إرساغه وعرض صهوته وبالكلب هرتُ (اتساع) شدقه وطول لسانه وكثرة ريقه وانحدار قصه وسبوغ ضلوعه وطول ذراعيه ورحب جلده ولحوق (ضمور) بطنه. وفي معلقة امرؤ القيس صورة بديعة من وصفهم لخيلهم حيث كان وصف الخيل من الموضوعات الأساسية التي تدخل في نظم القصيدة الجاهلية، فالشاعر يبدأ بالتشبيب والوقوف على الأطلال والديار ويصف حبه وبعد ذلك رحلته وضياعه في الصحراء وبعد ذلك يصف ناقته أو فرسه .
مكانة الخيل في الإسلام
ازداد حب الخيل عند العرب مع قدوم الدعوة الإسلامية بما حملته هذه الدعوة من تشجيع على تربية الخيول والعناية بها والحث على إكرامها وصونها. ( صورة 105 ) فالله تعالى أمر رسوله صلى الله عليه وسلّم باتخاذها وارتباطاها فقال في كتابه الكريم: {وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم} فاتخذها رسول الله صلى الله عليه وسلّم وارتبطها وأعجب بها، فكان العصر الإسلامي بالنسبة للحصان العربي عهداً مجيداً فأعزه عزة بعد عزة ورفع من مكانته حتى وصلت الفتوحات على ظهره إلى حدود الصين شرقاً وإلى المحيط الأطلسي غرباً. وهذا وعد من المولى عز وجل وقد تحقق هذا الوعد لقوله تعالى في الحديث: «خلقتك فرساً وجعلتك عربياً وفضلتك على سائر المخلوقات من البهائم بسعة الرزق والغنائم تقاد على ظهرك والخير معقود بناصيتك... يا كميت بصهيلك أرهب المشركين واملأ مسامعهم وأزلزل أقدامهم. وأخرج الحاكم النيسابوري عن الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: > لما أراد الله أن يخلق الخيل قال لريح الجنوب إني خالق منك خلقاً أجعله عزاً لأوليائي ومذلة على أعدائي، وجمالاً لأهل طاعتي، فقالت الريح، اخلق، فقبض منها قبضةً فخلق فرساً، فقال: خلقتك فرساً، خلقتك عربياً، وجعلت الخير معقوداً بناصيتك، والغنائم محتازة على ظهرك، وجعلتك تطير بلا جناح، فأنت للطلب، وأنت للهرب، وسأجعل على ظهرك رجالاً يسبحوني ويحمدوني ويهِللوني ويكبروني، فلما سمعت الملائكة الصفة وخلق الفرس قالت الملائكة: يا رب نحن ملائكتك نسبح لك ونحمدك ونهللك فماذا لنا؟ فخلق الله خيلاً بُلقاً أعناقها كأعناق البخت يمدُّ بها من يشاء من أنبيائه ورسله، وأرسل الفرس في الأرض، فلما استوت قدماه على الأرض سبح الرحمن بيده على عرف ظهره.
أشهر الخيول في الجاهلية والإسلام
قطب
: يعتبر نسب الخيل العربي زاد الراكب وأعوج. بعد ذلك تعددت أسماء الخيول الشهيرة نذكر منها: الهجيس، الديناري، سبل، ذا العقال. ومن الفحول المعروفة التي اشتهرت في الجاهلية أيضاً: الصريح وثادق وقيد والغمامة وهذه الفحول كانت لأبناء المنذر بن ماء السماء وكذلك هناك: آفق والخباس وناعق وهي لبني فقيم. كما اشتهرت في الجاهلية خيول غنى وهي: الوجيه ولاحق ومذهب ومكتوم وغراب. أما من أشهر الخيول الإسلامية، فأهمها خيل رسول الله صلى الله عليه وسلّم وهي :
السكبُ
: وهو أول فرس تملكه رسول الله صلى الله عليه وسلّم، وقد اشتراه بالمدينة من رجل من فزارة، وهو فرسه الذي أبلى عليه يوم أحد. والسكب من الخيل هو السريع الجري شبه بغيض الماء وانسكابه. ( صورة 106-107 ) المرتجز: وقيل إنه سمي بذلك لحسن صهيله.
اليعسوب
: وهو الفرس الذي أهداه المقوقس لرسول الله صلى الله عليه وسلّم، وسمي باللزاز لتلزز خلقه وشدته.
الظرب
: وهو في أصل اللغة واحدها الظراب، وهي الروابي الصغار، سمي الفرس بذلك لقوته وصلابة حوافزه.
اللُّحيف
: وسمي كذلك لطول ذنبه كأنه يلحف الأرض بذنبه من أجل طوله.
الورد
: وقد سميت بذلك لمكانة لونه.
سبحة
: وهي فرس شقراء اشتراها صلى الله عليه وسلّم من أعرابي من جهينة بعشر من الإبل وسمي سبحة من قولهم فرس سابح: إذا كان حسن اليدين في الجري.
اليعبوب
: وهو مشتق من عباب الماء، وسمي بذلك لجريه.
المراوح
: وقد أهداه بعض العرب القادمين عليه من مذحج، واشتقاقه من الريح وسمي بذلك لسرعته. كذلك من الخيول المشهورة في الإسلام : «الورد» وهو فرس الحمزة بن عبد المطلب (رضي الله عنه)، وهو من بنات «ذي العقال» ولد «أعوج» وفيه قال حمزة: ليس عندي إلا سلاح و«ورد « قارحٌ من بنات «ذي العقال « اتقي دونه المنايا بنفسي ؛وهو دوني يغشى صدور العوالي كذلك اشتهرت من الخيول الإسلامية «الوريعة»، وهي من خيل بني حنظلة، وهبها الأحوص لمالك بن نويرة.
ذو العنق
: من خيل بني قريش، وهو فرس المقداد بن الأسود البهراني الكندي.
الجناح
: فرس محمد بن مسلمة الأنصاري صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلّم.
العيَّار
: وهو فرس خالد بن الوليد فقد كان اسمها الذي قال عنها الشاعر مضرّس بن أنس المحازي: ولقد شهدت الخيل يوم يمامة يثني المقانب فارس العيّار ويعتبر العرب أول من سموا خيولهم وتأثر بهم الإفرنج وغيرهم، وهذه الأسماء التي كانوا يطلقونها على خيلهم كانت في الغالب عبارة عن صفات لهذه الخيول مستوحاة من واقعها الذي تعيش فيه ومقدرتها على الجري. مثلاً سموا أعوجا بهذا الاسم لعوج في صلبه، واسم «زاد الراكب» لسرعته في لحاق الصيد وتمكين صاحبه منه، فصاحبه ليس في حاجة لزاد يحمله معه، لأنه دائماً مزود طالما امتطى صهوة ذلك الفرس. وسميت فرس الريان بن حوطي العنبري «هرادة العزاب» لأنها جاءت سابقة أربعة عشرة سنة متتالية فتصدق بها على العزاب يتكسبون عليها في السباق والغارات والصيد. وخيل رسول الله صلى الله عليه وسلّم سمي المرتجز لحسن صوت صهيله. وللاسم الذي يطلق على الخيل أثره النفسي والسلوكي، ذلك أن مناداة الفرس باسمه لفترة طويلة تجعله يألف سماع نغمة خاصة تتكرر فتعتادها أذناه فإذا جد الجد، وحمي الوطيس، وصار صاحبه في حاجة إلى زيادة سرعته ناداه باسمه وحثه بهاب وهلم وهيا، فيستجيب له الفرس، ويزيد سرعته ويضاعفها نزولاً عند رغبة صاحبه. ومن المعروف أن الخيول المشهورة في الجاهلية والإسلام عديدة جداً يستحيل حصرها، إنما هذه الأسماء المذكورة من الفحول تعتبر الأصل الأساسي الذي تفرعت عنه خيول الجاهلية وصدر الإسلام، وكانت شهرتها مرتبطة كل الارتباط بأصلها وكرمها وعتقها وجمالها وبلائها في ساحة الحرب.
الحصان في اللغة العربية
الفرس
: واحد الخيل، والجمع أفراس، والذكر والأنثى في ذلك سواء وأصله التأنيث. وتصغير الفرس فريس، وإن أردت الأنثى خاصة لم تقل إلا فريسه بالهاء. وراكب الفرس فارس، ولفظه فارس أي صاحب فرس ويجمع على فوارس وهو شاذ لا يقاس عليه. وروى أبو داود والحاكم عن أبي هريرة رضي الله عنه «أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم كان يسمي الأنثى من الخيل فرساً» . وكنية الفرس أبو شجاع وأبو طالب وأبو مدرك وأبو مضي وأبو المضمار وأبو المنجي، ويقال في الجيد من الأفراس جواد، ويقال فرس مَطَّهم أي فرس حسن الخلق أي خال من العيوب.
الجواد
: الفرس الجيد العدو وسمي بذلك لأنه يجود بجريه والأنثى جواد أيضاً. والجمع جود وجياد كثوب وثياب.
وأجياد جبل بمكة سمي بذلك لموضع خيل تُبَّع. وفي سنن ابن ماجه من حديث عمرو بن عبسة رضي الله عنه قال: «أتيت النبي صلى الله عليه وسلّم فقلت: يا رسول الله أي الجهاد أفضل؟ فقال صلى الله عليه وسلّم: < من أهريق دمه وعقر جواده.>
المهر
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى